عنوان: ليست حربا على الفساد، هي حرب على الأعشاب الطفيلية الدخيلة على مجال الفساد بقلم انيس المنصوري
حلقة الوصل : ليست حربا على الفساد، هي حرب على الأعشاب الطفيلية الدخيلة على مجال الفساد بقلم انيس المنصوري
ليست حربا على الفساد، هي حرب على الأعشاب الطفيلية الدخيلة على مجال الفساد بقلم انيس المنصوري
هي ليست حربا على الفساد، هي حرب على الأعشاب الطفيلية الدخيلة على مجال الفساد. القضاء على الأعشاب الطفيلية، مهما كان حجمهما، لن يقضي على الفساد. بالعكس سيمكن الراسخين في الفساد من التمكن أكثر. الاسماء التي وقع ايقافها او وضعها تحت الإقامة الجبرية هي في الغالب اسماء متمعشة من التهريب و التجارة الموازية و هي في اغلبها اسماء استمدت نفوذها بعد ١٤ جانفي مع تفكك جهاز الدولة.
كان يمكن لهذه السماء ان تعمر طويلا في مجال الفساد لو لم تغامر بولوج المجال السياسي و الإعلامي.
وجود هولاء اصبح يمثل خطرا على كامل المنظومة السياسية و الاقتصادية. نعم، ايقافهم هو حمام شعبي للحكومة و لكن هو اساسا حركة أساسية لمواصلة استمرارية نفس النظام بسياسييه و فاسديه و اعلامييه منذ عهد الهادي نويرة الي اليوم.
المبتهجون المنتشون المطبلون لإنجازات الشاهد يذكرونني بالمبتهجين لرحيل (ترحيل) بن علي مساء ١٤ جانفي ٢٠١١ اعتقادا منهم ان الثورة قد حققت أهدافها و لابد من العودة فرحين مسرورين الي المنازل.
الي حد الان كل ما حدث ليس اكثر من عملية تواصلية ما لم ينظر القضاء (مدنيا كان او عسكريا) في الموضوع. مضمون الملفات مجهول و لا يمكن المراهنة عليه كحتمية.
الشاهد بهذه الحملة كسب تعاطفا شعبيا كبيرا و لكنه في نفس الوقت أقام الدليل على الافلاس التام لجهاز الدولة بكل مؤسساته التشريعية منها و التنفيذية و القضائية : الاعتماد على قانون الطوارىء هو دليل على عدم قدرة السلطة التشريعية على المتابعة و الاعتماد على القوات العسكرية هو دليل على استفحال الفساد في داخل السلطة التنفيذية نفسها و اللجوء المرتقب الي القضاء العسكري هو كذلك تشكيك من الشاهد في القضاء المدني.
الشاهد قام بعملية انتقاءية دقيقة لتحديد ضحايا هذه الحملة. هذا الانتقاء الدقيق لن يمكنه فقط من التعاطف الشّعبي المذكور بل سيمكنه كذلك من المساندة النشيطة للدوائر الرأسمالية الداخلية منها و خاصة الخارجية برعاية مركزة من كريستين لاقارد.
الشاهد اختار اسماء للهجوم عليها في عملية تواصلية مرتجلة و لم يقم بالتهجم على المنظومة في حد ذاتها. لا شيء يمنع من تعويض زيد بعمر. الأماكن الشاغرة التي تركها جراية و غيره سيتم في القريب العاجل تعويضها بأسماء اخرى و ستواصل منظومة الفساد طريقها.
الشاهد حتى و ان كان يمارس في النزاهة الاخلاقية فهو يمارس في البهامة الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية. يمكنه ان يعلن الحرب على التهريب و التجارة الموازية و وضع جميع البارونات في السجن لكن ماذا سيفعل في ميات الآلاف من العائلات التّونسيّة التي ليس لها مورد رزق اخر؟ هل انه سيقوم بسجنهم جميعا ام انه سينتظر ان يثوروا عليه ؟ هل فكر الشاهد في مخطط بديل ؟؟
هذه القراءة السريعة تمنعني من ان أكون من المطبلين للشاهد و لكن لا تمنعني من الإقرار بان مكان كل من في القأئمة هو في السجون و انه في السجون متسع لجميع هولاء.
الاشكال هو ان قاءمة الشاهد مقتضبة و منتقاة و لذلك لا أستطيع قراءة حسن النية في تحركاته.
اكررها مرة اخرى، الشاهد لا يريد القضاء على سيستام الفساد، هو يريد إنقاذ سيستام الفساد و المحافظة عليه كمنظومة.
حين يقوم شاهد الزُّور بفتح ملف تمويلات الأحزاب و خاصة منها التمويلات القطرية و الاماراتية و حين يقوم بمراجعة حسابات كل من تقلد مهمة حكومة و وزارية و ايقاف المستكرشين منهم ممن أصبحوا من اصحاب الثروات و حين يقوم بمراجعة مصادر و توظيفات أموال الجمعيات الخيرية منها و الديمقراطية، حينها فقط سأراجع موقفي منه و اعتذر له عن سوء الظن.
في انتظار ذلك، سيبقى الشاهد شاهد زور.
(اما عملية التدقيق في الثروات الوطنية فلا قدرة له على هذه المهمة، الشعب فقط سيمكنه القيام بذلك)
وهكذا المادة ليست حربا على الفساد، هي حرب على الأعشاب الطفيلية الدخيلة على مجال الفساد بقلم انيس المنصوري
هذا هو كل المقالات ليست حربا على الفساد، هي حرب على الأعشاب الطفيلية الدخيلة على مجال الفساد بقلم انيس المنصوري هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال ليست حربا على الفساد، هي حرب على الأعشاب الطفيلية الدخيلة على مجال الفساد بقلم انيس المنصوري عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2017/05/blog-post_378.html
0 Response to "ليست حربا على الفساد، هي حرب على الأعشاب الطفيلية الدخيلة على مجال الفساد بقلم انيس المنصوري"
إرسال تعليق