عنوان: ما بعد الانتصار السورى السريع فى الجنوب
حلقة الوصل : ما بعد الانتصار السورى السريع فى الجنوب
ما بعد الانتصار السورى السريع فى الجنوب
ما بعد الانتصار السورى السريع فى الجنوب، ووصول قواتها إلى الحدود مع الأردن والجولان المحتل ليس كما قبله، وهو ما يدركه رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، الذى هرع إلى روسيا للمرة الثالثة خلال العام الحالى ليطلب ضمانات من روسيا بألا يصبح الجولان مثل جنوب لبنان، وأن تخرج القوات الإيرانية من سوريا، وهو الطلب الذى تكرر فى كل لقاءات نيتانياهو مع الرئيس الروسى بوتين، وقوبل بالرفض الروسى مرارا، لهذا كان نيتانياهو يحمل مقترحات تبدو أكثر مرونة بكثير عن السابق، وأعلن استعداده لتقديم ضمانات بعدم الإقدام على أى محاولة لزعزعة النظام السوري، بل ذهب إلى حد التلويح بامكانية التوصل إلى سلام مع سوريا فى نهاية المطاف على حد تعبيره، أى أن نيتانياهو كان يحاول الظهور، وكأنه رجل سلام، وأن كل ما يتمناه إبعاد شبح الحرب عن شمال إسرائيل وتجنب حرب واسعة فى المنطقة، وأصبح كل ما يتمناه أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أحداث سوريا فى مطلع 2011، والعودة إلى تنفيذ اتفاق فصل القوات الذى بدأ تنفيذه عام 1974 عقب حرب أكتوبر، ومع ذلك فإن بوتين لم يقدم لنيتانياهو وعودا بتحقيق مطالبه، لأنه أولا لا يريد التفريط فى علاقته القوية مع إيران، وركز بوتين على حق سوريا فى تحرير كل أراضيها، وأن تطلب مساعدة من تريد، وأن الجيش السورى سيواصل تقدمه إلى المناطق المتاخمة للجولان السورى المحتل، والتى توجد فيها جماعة النصرة الإرهابية، وجدد مطالبته بانسحاب الولايات المتحدة من قاعدة التنف على الحدود الأردنية ومنطقة شرق الفرات الشاسعة .. لم يحصل نيتانياهو من بوتين على مبتغاه، لهذا أعلن أن إسرائيل ستتولى بنفسها ضرب أى قوات تهدد أمنها، فى الوقت الذى حشدت فيه إسرائيل قوات كبيرة فى الجولان.
تدرك كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أن الانتصار السورى على الجماعات المسلحة قد تحقق على الأرض، والدليل هو السرعة الهائلة والمفاجئة التى سيطر فيها الجيش السورى على درعا والحدود مع الأردن، وانهيار الجماعات المسلحة وتسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة فى عشرات البلدات، ولم يعد يفصل الجيش السورى عن الجولان إلا كيلومترات قليلة، وفى شرق الفرات بدأت المجموعات الكردية المتحالفة مع القوات الأمريكية فى إعادة حساباتها، وتخشى أن تلقى نفس مصير الجماعات المسلحة فى الجنوب، لهذا أرسلت المجموعات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة وفودا للتفاوض مع الحكومة السورية، بل بادرت برفع العلم السورى فوق السدود السورية على نهر الفرات، لكنها راوغت فى طلب سوريا تسليم حقول النفط والغاز فى شرق دير الزور، خوفا من القوات الأمريكية التى وعدتهم بالحماية من الجيشين التركى والسوري، لكن القلق يساورهم من أن تتخلى عنهم الولايات المتحدة كالعادة، ويدركون أن الوقت ليس فى صالحهم وأن الجيش السورى سيتوجه إلى شرق الفرات فور الانتهاء من معركة تحرير كامل للجنوب السوري، ويدرك أكراد سوريا أن القوات الأمريكية قليلة العدد والعتاد وغير مستعدة أو قادرة على حمايتهم، حتى لو استعانت ببعض قوات فرنسية وبريطانية ضئيلة جاءت من أجل التخويف وإثبات الوجود وليس للحرب، فالوضع العسكرى لتلك القوات بالغ الصعوبة، ليس لأنها قليلة العدد فقط، بل لأنها تفتقد خطوط إمداد، كما أن معظم سكان شرق الفرات متمسكون بولائهم لسوريا، ويرفضون التعاون مع القوات الأمريكية، لهذا سيكون من السهل شن حرب عصابات على تلك القوات وتشتيتها، وتخشى الولايات المتحدة من الخروج الإجبارى تحت الضربات، وتفقد الكثير من هيبتها.
القلق الإسرائيلى من سوريا المنتصرة يعود إلى عدة أسباب، فى مقدمتها أن الجيش السورى اكتسب مهارات وقدرات عسكرية أفضل، وحصل على أسلحة حديثة، وأنه اعتاد القتال الشرس فى كل الظروف، وإلى جانبه حلفاء أقوياء، وأصبح لديه عمق إستراتيجى يمتد من العراق إلى إيران وحتى بحر قزوين، الذى أطلقت منه البوارج الروسية صواريخها على مواقع الجماعات المسلحة، ولهذا فإن موازين القوى قد تغيرت كثيرا، ولدى إسرائيل معلومات عن إقامة إيران لمنصات صواريخ باليستية متطورة على أعماق كبيرة فى عدة قواعد على الأراضى السورية، وزودت سوريا بصواريخ مضادة للسفن الحربية، وأن روسيا عازمة على تزويد سوريا بصواريخ اس 300 المضادة للطائرات والصواريخ، بالإضافة إلى تدريب حزب الله اللبنانى لقوات سورية على الحرب غير النظامية، وهو ما سيجعل جبهة الجولان شديدة الخطورة عن ذى قبل، لهذا يتعجل نيتانياهو التوصل إلى اتفاق، لأن الوقت ليس فى مصلحة إسرائيل، وهو ما نلاحظه فى الإعلام الإسرائيلى الذى تغيرت لهجته، وأصبح يرحب بانتشار الجيش السورى على حدود الجولان، وبقاء الرئيس السورى فى سدة الحكم، بشرط واحد وهو العودة إلى الوضع القائم قبل 2011.
وهكذا المادة ما بعد الانتصار السورى السريع فى الجنوب
هذا هو كل المقالات ما بعد الانتصار السورى السريع فى الجنوب هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال ما بعد الانتصار السورى السريع فى الجنوب عنوان الرابط https://notscrets.blogspot.com/2019/02/blog-post_97.html
0 Response to "ما بعد الانتصار السورى السريع فى الجنوب"
إرسال تعليق